الجوال والفتاة الضائعة
كان أحد الجوالين في معسكر خدمة الحجاج بعرفة عائداَ إلى معسكره بعد أدائه لمهمته وكان الوقت يوشك على دخول وقت صلاة المغرب (نفرة الحجيج) وأثناء سيرته لاحظ إحدى الفتيات بالقرب من إحدى الخيام وهي في حالة قلقة فأقترب منها وعرف نفسه بأنه جوال ويمكنها أن تطلب المساعدة منه فأخبرته تلك الفتاة أنها ضاعت من أهلها في الصباح وهي مستمرة في رحلة مضينة للبحث عنهم حتى كلت من دون جدوى وجلست في هذا المكان لا تدري ماذا تعمل ؟ وتستحي أن تطلب المساعدة من أحد فبادر هذا الجوال إلى إحضار عربة لتجلس الفتاة عليها وبالرغم من التعب الشديد الذي يتنف الجوال الا أنه إستعاد نشاطه لشعوره بتمام المسؤولية عن تلك الفتاة حتى يعيدها إلى أهلها وبعد وقت لم يعثرا على أهلها في عرفة وكان أن بدأت جموع الحجاج في النفرة فأصبح كلا الإثنين في موقف حرج فما كان من الجوال إلا أن أستعان بالله وتوجه ليدفع العربة من عرفة حتى وصل مزدلفة فجلس للراحة بعض الوقت ثم إنطلق متابعاً سيره إلى منى لترمى الفتاة جمارة العقبة الكبرى إلى أن أوصلها إلى أهلها بسلامة وأمان فما كان من والدها إلى أن تمسك بالجوال ليطلب منه أن يقبل منه عرضاً مالياً كبيراً فقام الجوال مسرعاً وهو يقول : هذا واجب أمرني به ديني فلا يمكن اتقاضى مقابله شيئاً فلتحيا مثل هذه النفوس التي تضحي بسعادتها لخدمة الاخرين ولتبقى أيها الجوال رمزاً للعطاء والتفاني للتربية الكشفية